الغصة بالحلق (شعور اللقمة بالحلق) :
-
يشكو الكثير من الناس (أشعر بلقمة عالقة في حلقي في كثير من الأحيان خاصة عندما أكون منزعجاً).
-
إن هذه الشكوى الشائعة ليست ذات قيمة مرضية على الأغلب.
-
وينبغي على المريض مراجعة طبيب هضمية وطبيب حنجرة. وفي حال كان فحصه طبيعياً _وهو الأغلب فيكفي_ أن يطمئن أنه أمر طبيعي يحدث عند كثير من الناس عندما يتوترون وينزعجون.
-
وإذا وجد مرض ما, كالتهاب البلعوم المزمن أو فتق المعدة الحجابي وقلس المعدة الحامضي, فعندها يأخذ المريض علاجه ويطمئن لسلامة الحالة.
-
لكن إذا كان الشعور باللقمة بالحلق يحدث بعد الطعام بشكل خاص. فذلك يدل على وجود مشكلة مرضية حقيقية على الأغلب. ويكون كشف مرض الشخص صعباً. لذلك ينبغي إجاء دراسات البلع التخصصية FEES, VESS للوصول للتشخيص الدقيق وعلاج المريض.
-
وكذلك فغصة الحلق المستمرة و المتزايدة و التي ليس لها علاقة بالتوتر الإنزعاج. غالباً ما تخفي مرضاً هاماً.
تشنج الحنجرة :
-
يصيبني أحياناً شعور أن هناك شيء ما يخنقني وكلما حاولت أن أتنفس بعمق أكثر ازداد ضيق التنفس وأصبح صوت نفسي أقوى رغم أن طبيب الصدر أخبرني أن صدري سليم ولست مصابة بالربو. أنا خائفة جداً, ماذا أفعل؟
إن هذه هي أعراض تشنج الحنجرة.
-
وهي حالة مرضية تحدث عادة عندما يكون المريض منزعجاً, وأحياناً بعد الشردقة بالطعام أو الشراب, أو حتى الشردقة بالريق.
-
وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الطبيب الوصول إلى سبب الحالة لمعالجتها.
-
أما بالنسبة للمريض فينبغي عليه إذا أصيب بتشنج الحنجرة أن يأخذ نفسه ببطء ويخرجه بسرعة (شهيق بطيء وزفير سريع). وذلك عكس ما يفعله المريض عادة, حيث يحاول المريض عادة أن يأخذ شهيق عميق وسريع ليعوض ضيق التنفس الذي يعاني منه. فيزداد ضيق نفسه ويزداد انسداد الحنجرة, فيقلق المريض على حياته وتتشنج الحنجرة أكثر وأكثر. حيث أن الشهيق السريع يزيد بإغلاق الحنجرة المتضيقة أصلاً حسب قوانين الفيزياء.
-
ومن جهة أخرى ينبغي طمأنة المريض أن هذه الحالة سليمة عموماً ولا تسبب الاختناق. لكن لابد من مراجعة طبيب الحنجرة للتأكد من سلامة الحالة.
شلل الحبل الصوتي :
-
يصاب الحبل الصوتي أحياناً بالشلل, فيتسبب بتغيرات بالصوت والتنفس. ذلك أن للحبال الصوتية عدة وظائف أهمها:
-
إصدار الصوت ليتحول لاحقاً إلى كلام, حيث يقترب الحبلين الحقيقين من بعضهما, ويتشكل الصوت بما يشبه التصفيق السريع جداً بين الحبلين (كما هو موضح بالشكل). ثم يتحول الصوت إلى كلام بواسطة حركات الحنك واللسان والشفاه....
-
السماح للهواء بالدخول للرئتين: بتباعد الحبلين الصوتيين عن بعضهما خلال الشهيق و الزفير. بينما تغلق الحنجرة كاملة بشدة خلال البلع فلا يدخل الطعام والشراب إلى طريق الهواء.
-
إذاً إذا حدث شلل بحبل صوتي بجانب واحد, سيبقى أحد الحبلين بعيداً عن الآخر, وبالتالي لن يحدث التصفيق بين الحبلين وبالتالي ضعف الصوت وتسرب الهواء خلال الكلام وهو البحة .
-
كما أن عدم قدرة الحبلين على الالتحام التام خلال البلع, سيسبب تسرب بعض الطعام خاصة السوائل إلى طريق التنفس, وهذه هي الشردقة.
-
أما إذا حدث شلل بالجانبين معاً, فسيبقى الحبلين بتماس دائم ولن يستطيعا الابتعاد عن بعضهما خلال التنفس, وبالتالي يحدث ضيق شديد بالتنفس.
-
إن العصب الذي يحرك الحبل الصوتي طويل يخرج من الدماغ ويذهب إلى أسفل العنق أو إلى الصدر حسب الجانب (الأيمن أو الأيسر) ثم يعود إلى الحنجرة.
-
إن هذا الطريق الطويل للعصب يجعله معرض للأذى بأسباب كثيرة: كأمرض الدماغ أو العنق أو الرئة أو الغدة الدرقية, وكذلك العمليات الجراحية على هذه الأماكن. بالإضافة لأسباب أخرى كالالتهابات وأمراض الأعصاب...
-
كما أن هناك أنواع أخرى لشلل الحبال الصوتية تسبب تغيرات بالصوت غير البحة. وهذه الأخيرة تحتاج لتقنيات وخبرة خاصة من الطبيب لتشخيصها.
-
أما المعالجة فلكل حالة علاجها الخاص الذي يحل مشكلة المريض بدرجة كبيرة.
صحة الصوت :
-
إن الكثير منا يعرف التوصيات اللازمة للعناية بصحة القلب,البشرة ,الجهاز الهضمي , وغيرها من أعضاء الجسم. فكثيراً ما يسلط الإعلام الضوء على هذه المواضيع. لكننا قلما نسمع أو نقرأ عن كيفية الحافظ على صوتنا. رغم أنه أداتنا الأولى للتواصل مع الآخرين.
-
أرجو أن أوفق بهذه الأسطر لإيضاح أهم التوصيات اللازمة للحفاظ على الحبلين الصوتيين بأفضل حال.
-
أولاً: راحة الصوت:
-
إن عدم إجهاد الصوت هو أول وأهم هذه التوصيات. فكلٌ منا ربما مر بتجربة غياب أو بحة بصوته عقب صراخ, لذلك يجب علينا تجنب الصراخ عموماً. و خاصة عندما نكون منفعلين أو متوترين.
-
لكن ليس الصراخ وحده ما يجهد الصوت, فكل محاولة لتغيير صوتنا تسبب اجهاداً للصوت. ومن الأمثلة على ذلك: تقليد الطفل لصوت الكبار, أوأن يقلد الرجل صوت المرأة, كذلك الأمر بالهمس, وتقليد الآخرين.. الخ.
-
إن الكلام في الأماكن المزدحمة من أكثر الأمور إجهاداً للحبلين الصوتيين. ذلك أن الإنسان حينها يرفع صوته و ربما يصرخ لفترات طوبلة دون أن ينتبه لنفسه. لذلك يجب تجنب الكلام في الحفلات الموسيقية والأعراس وعند حضور المباريات الرياضية ..
-
يجب على الأشخاص الذين يستخدمون الهاتف لفترات طويلة أن ينتبهوا لصوتهم عند التكلم بالهاتف. حيث أن الإنسان يستعين بصوته للتعبير بالهاتف عما تعبر عنه جوارحه عادة عند الكلام المباشر مع الآخرين. كما أن الكثيرين يغيرون طبيعة صوتهم عندما يستخدمون الهاتف, وقد سبق وذكرنا الأثر السلبي لتغيير المرء لصوته الطبيعي.
-
ثانياً : تجنب المخرشات:
-
المخرشات عموماً: غازات أو مأكولات.
-
بالنسبة للغازات والروائح فإنها تدخل الصدر عبر طريق انسيابي هو الطريق التنفسي, وتشكل الحنجرة وبخاصة الحبلين الصوتيين عائقاً ترتطم به الغازات عند دخولها وخروجها للرئتين. وعلى رأس القائمة التدخين. فالأثر السلبي للتدخين على الحنجرة يستحق أن نفرد له مقالة خاصة. ونذكر أيضاً من المخرشات: الملوثات البيئية, المنظفات , الغبار, و أحياناً بعض العطور..
-
أما الأطعمة المخرشة فنذكر منها: التوابل, المشروبات الباردة, الكحول,..
-
ثالثاً: الإماهة:
-
يعتبر الإكثار من السوائل عموماً والماء خصوصاً واحداً من أهم التوصيات للعناية بصحة الصوت. فيجب على المرء أن يشرب مامجموعه ثلاثة لترات من السوائل يومياً. وينبغي زيادة هذه الكمية في الأيام شديدة الحر, وعند القيام بجهد عضلي كبير. حيث أن هناك مادة زيتية تفرز للحفاظ على الحبليين الصوتيين, ونقص الماء بالجسم يسبب نقصاً بإفرازها. وننوه هنا إلى أن بعض السوائل تجفف هذه المفرزات لذلك يجب الإقلال من شربها وهي: الشاي, القهوة, الكحول, الكولا.
-
كما أنا الجو الجاف يضر بالصوت لذلك ننصح بمحاولة ترطيب الجو (استخدام مبخرة الماء, وضع وعاء ماء على المدفأة,..) خاصة في المنازل والمكاتب.
-
رابعاً: توصيات متفرقة
-
حاول أن تقوم بإحماءٍ لصوتك, إذا كنت ستستخدمه لفترات طويلة. (كأن يدندن المغني أو المنشد بصوت خفيف غير عالي قبل بدء الغناء أو...).
-
حاول ألا تنظف حنجرتك إذا لم تضطر لذلك . (وتنظيف الحنجرة هو السعال الخفيف المصطنع الذي يقوم به المرء عادة للتخلص من قشع يشعر به في حنجرته).
-
إذا كنت تعاني من حموضة المعدة وحرقة.فتجنب مايسبب لك ذلك. (كأكل وجبة كبيرة قبل النوم, تناول المأكولات الدسمة,..) حيث أن هذه الحموضة تضر بحنجرتك.
-
تجنب الكلام بما في ذلك الهمس- قدر الإمكان- عندما تعاني من بحة أو غياب في صوتك. كما يحدث أحياناً خلال الزكام والنزلات الصدرية.
-
وأخيراً عندما تصاب ببحة في الصوت استمرت ثلاثة أسابيع, سارع لإستشارة طبيبك. لأن ذلك مؤشر على وجود مشكلة مرضية ما, و قد تكون مشكلة هامة. و اعلم أن مفتاح العلاج الناجح لأمراض الحبلين الصوتيين –بما في ذلك الأورام الخبيثة- هو اكتشافها بمرحلة مبكرة.
عسرة التصويت التشنجية :
-
(معاناة قديمة وجدت أخيراً طريقها إلى العلاج والشفاء)
-
منذ عشرات السنين ومئات الألوف من البشر يصابون بهذا المرض ويعانون من تشوه في صوتهم يعيشون معه معظم حياتهم, وكلما راجع أحدهم طبيبه أخبره الطبيب أن مشكلة صوته نفسية. ولايجد المريض تفسيراً أو علاجاً لمشكلة صوته.
-
رغم أن هذا المرض وصف منذ ما يقارب القرن ونصف, إلا أن العثور على علاج فعال لهذا المرض عمره سنوات قليلة فقط, ومازال هذا المرض صعب التشخيص على كثير من الأطباء بما فيهم أخصائيي الأذن والأنف والحنجرة.
-
ماهي عسرة التصويت (البحة التشنجية)؟
-
عسرة التصويت هي صعوبة في إصدار الإنسان لصوته, حيث أن الصوت غير الكلام. فالكلام هو الأحرف والكلمات, واضطراب الكلام يسمى عسرة النطق كالتأتأة. أما الصوت فهو ما يصدر من الحنجرة ,واضطراب الصوت هو عسرة التصويت.
-
إن بعض أنواع عسرات التصويت مشهورة و لابد أن أغلب الناس قد تعرضوا لها في وقت من الأوقات. فعندما يتكلم الإنسان وهو متوتر أو خائف أو مرتبك, قد يحدث تقطع أو تشوه أو حتى غياب كامل في الصوت أثناء كلامه, رغم أنه لايعاني من أي مرض في حنجرته. والسبب في تشوه الصوت هنا هو حدوث حركات شاذة بعضلات الحبال الصوتية.
-
لكن هناك أنواع أخرى لعسرات التصويت تحدث حتى لو لم يكن الشخص مرتبكاً.
-
ولكل نمط من عسرات التصويت علاجه الخاص.
-
كيف تصدر الحنجرة الصوت :
-
يصدر صوت الإنسان عند تقارب الحبلين الصوتيين الحقيقيين بالحنجرة ومن ثم اهتزازهما بواسطة هواء الزفير الخارج من الصدر
-
إن أي مرض يغير الاهتزاز الطبيعي للحبلين الصوتيين (كتلة على الحبل الصوتي _ شلل حبل صوتي...) سيسبب تغيراً في الصوت (بحة _ خشونة .. ) .
-
ما الذي يصيب الصوت في عسرة التصويت التشنجية؟
-
في عسرة التصويت التشنجية يكون الحبل الصوتي ذو مظهر طبيعي ولا يوجد شلل أو كتل بالحبل الصوتي. لذلك قد يكون فحص الحنجرة بالوسائل التقليدية طبيعياً. لكن الصوت يصدر مشوهاً بسبب حدوث حركات شاذة ببعض العضلات التي تحرك الحبلين الصوتيين أثناء إصدار الصوت .
-
ويستخدم في هذه الحالة تنظير الحنجرة الفديوي ودراسة الحركة البطيئة للحبلين الصوتيين, وأحياناً نلجأ لتخطيط عضلات الحنجرة الكهربائي لكشف هذه الحركات الشاذة وتحديد العضلة أو العضلات الحنجرية المسببة لها .
-
لماذا تحدث هذه الحركات الشاذة في عضلات الحنجرة وليس غيرها من العضلات؟
-
إن هذه الحركات الشاذة قد تصيب الكثير من عضلات الجسم وهذا ما يسمى عسرات الحركة Dystonia .
-
إذا حدث ذلك الأمر في عضلات كثيرة من الجسم معاً فذلك يدل على مرض عصبي واسع, مثل داء باركنسون (المرض العصبي المعروف).
-
أما إذا أصابت عسرة الحركة عضلة محددة فتسمى عسرة الحركة الموضعة, وعسرة التصويت التشنجية واحدة من هذه الأخيرة تصاب فيها عضلة من عضلات الحبل الصوتي بعسرة حركة موضعة.
-
لتتضح الصورة لنأخذ أمثلة على عسرات الحركة الموضعة الأخرى والتي نستطيع رؤيتها بالعين المجردة:
-
تشنج عضلات نصف الوجه, حيث تحدث حركات في أحد جانبي الوجه تشبه الابتسام وبشكل متكرر وغير إرادي.
-
تشنج أحدى عضلات العنق, ويحدث هنا تدوير متكرر للرأس لجانب واحد بدون سبب.
-
تشنج عضلات الأجفان, و يحدث هنا إغماض متكرر بالعينين بشكل لا إرادي.
-
أما تشنج عضلات الحبلين الصوتيين فيسبب عسرة التصويت التشنجية.
-
ما الذي يتغير في صوت المريض بعسرة التصويت التشنجية:
-
يكون صوت المريض مشوهاً بشكل مستمر, وكأنه يتكلم و شخص آخر يحاول خنقه, أو كأنه يتكلم من بطنه..
-
ومن الغريب في هذا المرض أن صوت المريض يتحسن بشكل جزئي عندما يتكلم المريض بصوت مصطنع غير صوته الطبيعي (الصراخ أوالغناء).
-
وبما أن فحص الحنجرة لايظهر مرض أو شلل بالحبلين الصوتيين فإن المريض كثيراً ما يراجع الطبيب و يخبره طبيبه أن فحص الحنجرة عنده سليم و أن مشكلته نفسية.
-
ما علاج عسرة التصويت التشنجية؟
-
العلاج الدوائي:
-
لسوء الحظ فإن المعالجة الدوائية لا تفيد أبداً في هذا المرض.
-
المعالجة الكلامية:
-
وهي تمارين صوتية يتدرب عليها المريض, لكن فائدتها قليلة جداً.
-
المعالجة الجراحية:
-
هناك عمليات جراحية يمكن إجراءها للمريض وتفيد في تحسين الصوت عند هؤلاء المرضى بشكل جيد.
-
لكن العلاج الأفضل:
-
هو حقن مادة مرخية للعضلات داخل عضلات الحنجرة التي يحدث فيها التشنج. وهو إجراء بسيط يجرى ضمن العيادة تحت التخدير الموضعي. حيث يتم حقن المادة المرخية باستخدام إبرة خاصة موصولة بجهاز تخطيط عضلات الحنجرة. وهذا الجهاز بدوره يصدر إشارة خاصة عند وصول رأس الإبرة إلى العضلة المريضة, ليقوم الطبيب بالتالي بحقن المادة الدوائية ضمن العضلة. مما يؤدي لزوال التشنج عن هذه العضلة وبالتالي عودة صوت المريض إلى طبيعته.